الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة على العرض من شيم المؤمن وكمال الرجولة

السؤال

حدث أنه عند ما كنت صبيا في سن لا يتجاوز العاشرة على أكثر الأحوال ذهبت مع أختي -في العشرينيات- لقضاء حاجة لي وركبنا الحافلة، وحدث أن كان في الحافلة شاب فلاحظت أن الشاب كان يحاول التودد لها وتحدث معها بكلام عام، وأصر على دفع تذاكر الحافلة، ويغلب على ظني وأني في حكم المستيقن أنه لا يعرفها من قبل ولم يحدث غير ذلك.
سؤالي هو: أنه بعد مرور تقريبا عشرون سنة، التقيت ذلك الشاب مصادفة وهو من الجيران، ولا أخفيكم أنه يحز في نفسي ما حدث، فماذا أفعل، أأحمل أمره على السلامة وهو الشأن بكل مسلم بأنه أراد التعرف لغرض الزواج!! أنا أفكر في هذا الأمر ليل نهار، وأحس أن رجولتي مجروحة بسماحي بتكلمه معها، علما بأني كنت صبيا كما تقدم أم أطلب تفسيرات؟ تقبلوا تحياتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الغيرة على العرض من شيم المؤمن، وخصال الرجولة التي أمر بها الشرع كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه. رواه البخاري ومسلم.

وثبت أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أحد أغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وهذا الشعور الذي تجده الآن بعد عشرين عاماً من الحادثة تلك يدل على كمال غيرتك، لكن لا مصلحة في تذكر ما حدث أو سؤال صاحب الواقعة عن مراده، فكل هذا لا فائدة منه، وقد يترتب على سؤاله مفسدة فدع عنك التفكير فيه والله تعالى يقول: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينّ. {الشورى:40}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني