الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاكاة الناس وتقليد حركاتهم وأصواتهم.. رؤية أدبية

السؤال

ما حكم محاكاة المدير والزملاء وتقليد طريقة كلامهم في العمل في بعض الأوقات بغرض إضحاك الزملاء وليس المقصود السخرية منهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمحاكاة الناس وتقليد حركاتهم، أو أصواتهم مما يشعر بتنقصهم أمر مذموم محرم، وهو من الغيبة المحرمة إن كان الشخص المحاكى غائبا، ومن أذية المسلم إن كان حاضرا، ويزداد الأمر سوء وقبحا إذا انضاف إليه قصد إضحاك الناس على هذا الشخص، فهو من السخرية والاستهزاء وإن زعم الزاعم أنه لم يقصد السخرية، فالواجب تجنب مثل هذا السلوك المذموم الذي لا يليق بالمسلم، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة حين حكت له إنسانا: ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا. رواه أبو داود والترمذي.

قال شمس الحق: قالت أي عائشة وحكيت له للنبي صلى الله عليه وسلم إنسانا أي فعلت مثل فعله تحقيرا له، يقال حكاه وحاكاه وأكثر ما يستعمل في القبيح المحاكاة فقال ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم - ما أحب أني حكيت إنسانا أي ما يسرني أن أتحدث بعيبه، أو ما يسرني أن أحاكيه بأن أفعل مثل فعله، أو أقول مثل قوله على وجه التنقيص: وإن لي كذا وكذا ـ أي ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا أي شيئا كثيرا على ذلك. انتهى.

وفي تحفة الأحوذي: قوله: ما أحب أني حكيت أحدا ـ أي فعلت مثل فعله، يقال حكاه وحاكاه وأكثر ما يستعمل في القبيح المحاكاة كذا في النهاية، وأن لي كذا وكذا ـ قال الطيبي: جملة حالية واردة عن التتميم والمبالغة أي ما أحب أن أحاكي أحدا ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا، قال القاري: والمعنى أني ما أحب الجمع بين المحاكاة وحصول كذا وكذا من الدنيا وما فيها بسبب المحاكاة فإنها أمر مذموم، قال النووي: ومن الغيبة المحرمة المحاكاة بأن يمشي متعارجا، أو مطأطىء رأسه، أو غير ذلك من الهيئات. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني