الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحد الفاصل بين الإخبار والغيبة

السؤال

عند اجتماع العائلة، يشمل الحديث العائلي أخبارا عن أفعال الزوج، أو الزوجة السيئة وذلك قصد تبيان ما وقع من الظلم والاستشارة مع الأهل، فماهو الحد الفاصل بين الإخبار والغيبة بصفة عامة سواء كان في حديث عائلي، أو غيره من حديث الأصدقاء فيما بينهم، أو غيره؟ وفي أي الحالات تجوز السخرية وفي أيها لا تجوز بصفة عامة؟ فالسخرية قد تكون بناءة مثل ما جاء في البخلاء نص هزلي في ظاهره، جدي في باطنهفمثلا، يسخر الطلاب من نقائص بعض الأساتذة وينقدونها، وماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في النقد حتى يكون بناء؟ وجازاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغيبة هي ذكر الشخص بما يكره، كما جاء في صحيح مسلم مرفوعا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.

والفرق بين الغيبة وبين الإخبار أن الإخبار بما وقع إذا كان لقصد علاجه واستجلاب النصح لمن وقع منه الخطأ، أو إرشاده إلى الصواب فليس بغيبة ولا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ وإن كان القصد منه مجرد الإخبار بالمساوئ وأقوال الناس وأفعالهم التي لا يترتب على الحديث عنها مصلحة فإنه لا يجوز؛ لما فيه من الغيبة والقيل والقال، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 46283، 6710, 6082.

وأما السخرية: فإنها لا تجوز شرعا، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات: 11}.

وليس من السخرية ما جاء في كتاب البخلاء، فهو لم يوجه إلى شخص بعينه, وإنما هو ذم للبخل على وجه العموم.

وأما النصيحة: فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم أساس الدين حيث قال: الدين النصيحة. رواه مسلم وغيره.وفي بعض روايات الحديث كررها ثلاث مرات تأكيدا لأهميتها, ولكن ينبغي أن تكون النصيحة سرا، قال الإمام الشافعي:

تعاهدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه

فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني