الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عبارة: كن مطمئنا بالله .. هل تنافي اتهام المرء لنفسه بالتقصير

السؤال

كن مطمئنا بالله .. بإيمانك .. بأخلاقك .. بقدرتك .. بتأثيرك في الحياة وأنك زيادة فيها.
قرأت هذه الجملة في كتاب وأعجبتني كثيرا، ولكن هل هناك خطأ في كلمة كن مطمئنا. فأنا أعلم أن المؤمن يجب عليه أن يخشى النفاق ويتهم نفسه دائما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم يخاف على نفسه من النفاق وحصول التقصير في الأعمال كما قال شيخ الإسلام في رسالة التوبة: السعيد يخاف في أعماله أن لا يكون صادقا في إخلاصه الدين لله، وأن لا تكون موافقة لما أمر الله به على لسان رسوله، ولهذا، كان السلف يخافون النفاق على أنفسهم. اهـ

ولكن هذه الجملة قد يكون صاحب الكتاب أراد بها توكل العبد على الله، وحصول الطمأنينة بطاعة الله والأعمال الصالحة، فقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}

وذكر ابن القيم في المدارج في معنى التوكل أنه فسره بعض العلماء بالتعلق بالله والثقة به والطمأنينة إليه، فإذا كان الكاتب أراد هذا المعنى فلا حرج في قوله ذلك.

هذا وننصح بالحرص دائما على مطالعة نصوص الوحيين فتأثيرها في القلوب أقوى، وليس فيها العبارات الموهمة التي يلاحظ فيها شيء من الأخطاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني