الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الستر على النفس مطلوب

السؤال

أنا صاحبة مشكلة كبيرة تسبب لي الكثير من الألم والندم، فأنا شابة في مقتبل العمر متزوجة ولدي طفلان وزوج صالح يرعاني ويتقي الله في وأنا كذلك أحبه وأرعاه وأحفظ حقوقه وأصون شرفه، ولكن المصيبة في الماضي فأنا كنت شابة طائشة ارتكبت ما ارتكبت من المحرمات والكبائر إلى أن وصلت للزنا السطحي ـ ربي اغفر لي ـ والله إني لأشمئز من نفسي وأكره نفسي وأتمنى الموت كيف كنت بهذا الضلال وهذا الطيش؟ كيف خنت والدي اللذين ربياني على التقى والإيمان، ومن فضل الله علي فقد من علي بالتوبة النصوح أسأل الله أن يتقبلها ويثبتني على الهدى والله إني لم أعد أقرب هذا الذنب لا من قريب ولا من بعيد وللعلم توبتي جاءت قبل زواجي من زوجي أي أنني لم أخنه قط طول عشرتنا والله يشهد على ذلك والتزمت والحمد لله في لبسي وصلاتي وكل حياتي حتى إنني أحاول أن أتجنب صغائر الذنوب قبل كبائرها، ولكنني دائمة التفكير في الماضي وأخاف منه وأخاف أن أفتضح أمام زوجي وأخسره لا أتحمل الحياة بدونه، فالكثير من الناس يعلمون ما كنت عليه ولم يخبروه قبل الزواج أخاف إن صارحته أن أخسره للأبد فأنا أعلم أنه مستحيل أن يتقبل هكذا أمر وخاصة أنه رجل ملتزم لم ينظر لامرأة في الحرام وأخاف إن بقيت هكذا أن يأتي من يخرب علي حياتي ويدمرني أرشدوني هداكم الله، فهل في إخفائي لذنبي خيانة لزوجي؟ وهل أخبره أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فلا تخبري زوجك بما وقعت فيه من المحرمات، واستري على نفسك، فإن الإنسان إذا وقع في معصية عليه أن يستر على نفسه ولا يخبر بها أحداً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وما دمت قد تبت من هذه الأمور توبة صحيحة فلا وجه لخوفك وانزعاجك، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فأعرضي عن هذه الوساوس وأحسني ظنك بربك، وأشغلي نفسك بما ينفعك من أمور الدين والدنيا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني