الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر الظالم هل يدخل في باب الغيبة

السؤال

أمي بين فترة وأخرى تحب أن تسرد لي قصة حياتها، وكيف كانت معاناتها، وما كانت تلاقيه من إخوانها وأهلها. طبعا تذكر أشخاصا بأعيانهم بإساءتهم لها، ولقد قرأت أن الشكوى من الغير غيبة، وعندما قلت لها ذلك قالت أنا لا أريد الغيبة، ولكني أفضفض عن نفسي. وأنا لم أقتنع بكلامها، ولا أدري كيف أتصرف معها لأنها لم تقتنع، ولا أريد أن أسيء لها. هل أتركها تتكلم بذلك أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنه لا يجوز ذكر المسلم حال غيبته بما يكره ، فإن هذه هي حقيقة الغيبة، وهي محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، وراجعي فيها الفتوى رقم 6710. وقد استثنى بعض أهل العلم بعض الحالات، ومن ذلك أن يذكر المظلوم ظالمه على سبيل القصاص، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عند ذكر المواضع المستثناة من تحريم الغيبة قال:( منها: المظلوم، له أن يذكر ظالمه بما فيه، إما على وجه دفع ظلمه واستيفاء حقه..... أو يذكر ظالمه على وجه القصاص من غير عدوان ولا دخول في كذب ولا ظلم الغير، وترك ذلك أفضل)اهـ.

فإذا وقع من هؤلاء الناس ظلم لأمك، وكان كلامها عنهم على سبيل ما ذكرنا من أمر القصاص فلا حرج عليها في ذلك إن شاء الله ما لم تتجاوز، والأتقى لله أن تترك ذلك بالكلية. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 27841ففيها بيان فضل العفو.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني