الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ومماته لرب العالمين

السؤال

هل استمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في العمل بعد النبوة أم توقف وإذا استمر ماذا كان يعمل بالتحديد وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ديدن رسول الله صلى الله عليه وسلم طول حياته عبادة ربه عز وجل وامتثال أوامره، فكان يصوم ويصلي، بل كان خلقه القرآن، ثبت ذلك كله في الآحاديث الصحيحة، كان هذا دأبه وديدنه حتى توفاه الله تعالى، وكيف لا وهو الذي أوحى إليه ربه عز وجل قوله: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ) [الحجر:99] يعني الموت. فهذه الآية الكريمة تدل دلالة صريحة على أن الإنسان مادام حياً وله عقل فهو مطالب بعبادة ربه بحسب طاقته، ومما يؤكد هذا قول عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً) [مريم:31].
أما ما فسر به بعض الزنادقة آية الحِجر المتقدمة من أن معنى اليقين المعرفة بالله عز وجل، وأن الآية تدل على أن العبد إذا وصل من المعرفة بالله إلى تلك الدرجة المعبر عنها باليقين أنه تسقط عنه العبادات والتكاليف الشرعية، لأن ذلك اليقين هو غاية الأمر بالعبادة، فهذا التفسير كفر وخروج عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين، وهذا النوع من التفسير يسمى لعباً، ومعلوم أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم هم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع ذلك أكثر الناس عبادة لله عز وجل، وأشدهم خوفاً منه وطمعاً في رحمته، وقد قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: من الآية28]
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني