الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من السخرية بالآخرين

السؤال

إخوتي الأفاضل أريد أن أريح ضميري، ومشكلتي أنه كانت هناك فتاة صغيرة جارة لنا ـ رحمها الله ـ وكان شكلها الخارجي غير طبيعي نوعا ما، فكانت تلفت نظري أنا وأختي، ولم نكن نعلم أنها مريضة، فهي طبيعة التصرفات وتعيش حياة طبيعية، وكنا كلما رأيناها لا شعوريا ننظر إلى بعضنا البعض ونبتسم، وأحيانا نقول ها هي، وكانت أختي تسألني لماذا هي كذلك؟ ولماذا شكلها غير طبيعي؟ إلى أن سمعنا أنها توفيت فكانت صدمة لي ولأختي حيث شعرنا بتأنيب الضمير، فكيف لنا أن نجعلها تسامحنا وهي في بيت الحق الآن؟ وأنا خائفة على أختي أن يعاقبها الله في بناتها، فماذا نعمل؟ وكيف لنا أن نكفر عن خطيئتنا؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسخرية بالمسلم والاستهزاء به من الأمور المحرمة شرعا، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن { الحجرات:11 }.

وإذ قد وقع ما وقع فعليك أنت وأختك أن تتوبا إلى الله تعالى وتستغفراه مما ألممتما به وهو تعالى الغفور الرحيم، فإذا صدقت توبتكما، فإن أثر هذا الذنب يمحى بإذن الله كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وما دامت هذه الفتاة قد ماتت فاجتهدا في الاستغفار لها والدعاء لها ولأهلها بالخير، فإن هذا هو ما تقدران عليه في حقها، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولن يصاب بنات أختك بسوء بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني