الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر المرأة لعيوب زوجها بين الجواز وعدمه

السؤال

مشكلتي مع أمي وهي أنها كانت تحدثني عن موقف حصل مع والدي وبدأت تعطيني تفسيرات عن موقفه وذكرت لي بعضاً من عيوبه فلمتها وطلبت منها ألا تذكر والدي بسوء فغضبت مني وقاطعتني، وأحاول أن أجتهد معها مع العلم بأنني أعلم أني مقصرة معها جداً. ولا أعرف كيف أرضيها. هي في أحياناً كثيرة تريد الحديث والكلام ولكن هذا الأمر ينعكس سلبيا علي وعلى نفسيتي وتعاملي مع الناس وتوجهاتي في الحياة، فطلبت منها أكثر من مرة ألا تذكر أحدا بسوء أمامي ولكنها تراني عاقة. أنا الآن أحاول القيام بالأعمال التي أعرف بأنها تريدها لعل في ذلك رضاها. ماذا أفعل؟ هل أذنبت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أمك تذكر عيوب أبيك لمصلحة معتبرة كطلب المشورة أو الاستعانة على تغيير المنكر ونحو ذلك فهي محقة ولا لوم عليها حينئذ ، لأن الغيبة تجوز في بعض المواضع ، وانظري هذه المواضع في الفتوى رقم : 6710
أما إن كانت أمك تذكر عيوب أبيك -أو غيره- لغير مصلحة معتبرة فلا ريب أن ذلك من الغيبة المحرمة ، والواجب عليك حينئذ نهيها عن ذلك ، لكن ذلك لا بد أن يكون برفق وأدب من غير إساءة ولا إغلاظ في الكلام ، فإن أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر يختلف عن أمر غيرهما ونهيه وانظري في ذلك الفتوى رقم : 134356
وعلى كل حال فإن عليك بر أمك والإحسان إليها، وإذا قمت بما يجب عليك نحوها ولم تصدر منك إساءة إليها فلا يضرّك بعد ذلك غضبها منك ما دام لغير مسوغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني