الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إخبار الموظف عن تقصير زميله الذي يؤدي إلى تضرر صاحب العمل

السؤال

أنا أعمل في أحد الفنادق، عملي من الساعة الثامنة صباحنا حتى الثامنة مساء، ثم يأتي زميلي في الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الثامنة صباحا وهو كافر غير مسلم يزيدي، علما أنني أنا الذي بيدي الحسابات إن شئت زيدت السعر أو أنقصه أو لا آخذ قدر يوم . صاحب الفندق يثق بي في أي شي أقوله ولله الحمد.
أحيانا أتغاضى عن بعض من المال للزبائن بدون علمه، ولكن أعرف أنه قد أعطاني الضوء الأخضر. قبل أيام بدأت بالتفكير لو أن زميلي يترك العمل سوف أعمل حتى الساعة الثانية عشر مساء لكي أحصل على زيادة في الراتب. وهو مع العلم غير كفء في العمل إلا أنني لا علاقة لي به، ولكن في ذات يوم خرج شخص من الفندق في دوام زميلي ولم يدقق حسابه كان بالإمكان أن يأخذ منه حوالي 25 $ إلى 50 $ مستحقا للفندق . فأبلغت صاحب العمل فقال صاحب العمل اقطعها من راتبه. وقال زميلي لا أقبل حتى تفاقمت المشكلة إلى أن ترك العمل وأصبحت أعمل حسب ما تمنيت. وأود أن أشير إلى ملاحظة وهي لو حصل الأمر معي ولم آخذ المبلغ لكان عاديا لدى رب العمل بل حتى يجوز بأنني لا أخبره .
أرجوك عذرا على قلة تعبيري ولكن هل أصبح رزقي حراما؟ وهل أنا السبب؟ وما السبيل هل أترك العمل؟
وبالنسبة لبقية العمال هل إذا فصل أحدهم من العمل هل أتحمل ذنبه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تعمل في هذا العمل بما يعود بالمصلحة على مستأجرك صاحب الفندق، ولا يجوز لك التصرف إلا بحسب إذنه الصريح أو العرفي، وإذا نتج عن تصرفك المشروع فصل أحد من الموظفين فلا إثم عليك، وراجع الفتوى رقم: 99141 ، ورقم: 57732 .

وزميلك هذا الذي لم يدقق في الحساب حتى فات على صاحب الفندق المبلغ المستحق له مفرط في عمله إن كان تركه للتدقيق يعد في عرف عملكم تفريطا، ويتحمل نتيجة تفريطه، ومن حق صاحب الفندق خصم ذلك من راتبه، ولا جناح عليك في إخبار صاحب الفندق، لكن كان عليك أولا نصيحة زميلك فإن استجاب لم يكن هناك حاجة لإخبار صاحب الفندق، وإن لم يستجب ولم يكن يعلم بالأمر سواك تعين عليك إخبار صاحب الفندق حتى لا يضيع ماله، وسواء كنت أنت السبب في فصل زميلك المذكور أم لا فإن هذا لايؤثر من حيث الحلية على دوامك وراتبك الجديد . لكن إكنت ظلمته -وهذا ما لم يظهر لنا- فإنه يلحقك إثم الظلم لا أنه يحرم عليك عملك الجديد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني