الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إظهار العمل الصالح بغية حمل الناس على الاقتداء والتأسي

السؤال

هل تجوز النية في عمل خير أمام الناس أو الأصدقاء بنية أن يروني ليفعلوا مثلي ويكون الأجر لي إذا فعلوا مثلي؟ مثل الذهاب إلى العمرة وأخبرهم أنني اعتمرت لكي يعتمروا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان القصد أنك تعمل العمل لله تعالى وتظهره أو تخبر به غيرك ليقتدي بك، لا للرياء ولا للسمعة، فإن هذا المقصد صحيح، وصاحبه مأجور ـ إن شاء الله تعالى ـ على عمله وقصده، فقد استحب أهل العلم إظهار الأعمال للتحريض عليها والاقتداء بصاحبها، قال في الزواجر عن اقتراف الكبائر: وقد يمدح الإظهار فيما يتعذر الإسرار فيه كالغزو والحج والجمعة والجماعة، فإظهار المبادرة إليه وإظهار الرغبة فيه للتحريض بشرط أن لا يكون فيه شائبة رياء، والحاصل أنه متى خلص العمل من تلك الشوائب ولم يكن في إظهاره إيذاء لأحد، فإن كان فيه حمل للناس على الاقتداء والتأسي به فالإظهار أفضل، لأنه مقام الأنبياء ووراثهم، ولا يخصون إلا بالأكمل، ولأن نفعه متعد، ولقوله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ـ وإن اختل شرط من ذلك فالإسرار أفضل. انتهى.

وقال في تحفة الأحوذي نقلا عن ابن حجر العسقلاني عند الكلام على حديث: من يرائي يرائي الله به ـ وفي الحديث استحباب إخفاء العمل الصالح، لكن قد يستحب إظهاره ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ويقدر ذلك بقدر الحاجة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني