الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاملة المرء اتقاء شره هل يعد من النفاق

السؤال

ما هو النفاق؟ وهل المسايرة الاجتماعية تعتبر نفاقا؟ فمثلا لدى زوجي قريبة ـ زوجة عمه ـ تتردد حولها الإشاعات بأنها ليست شريفة وتخرج سافرة متبرجة وتتدلع بين الرجال، ولكنني لا أنا ولا زوجي يمكن أن نقنع عمه بتطليقها أو بكبح جماحها فأضطر لمسايرتها، لأنها تعييش قريبا منا وأضطر لمجاملتها في المناسبات تفاديا للحرج الاجتماعي وحتى أسلم من لسانها وألسنة الناس فأنا أعتبر ذلك من الحكمة، ولكني أحيانا أفكر أن هذا يمكن أن يكون نفاقا لأنني داخليا أكرهها وأتمنى لو يتركها عمه، فما رأي الشرع في تصرفي؟ وماذا علي أن أفعل من الآن فصاعدا؟ وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجاملتك لها بالتبسم في وجهها أو بالكلام اللين لها خشية شرها وأذيتها مع بغضك لما هي عليه من الفسق والتبرج ومن غير أن تعينيها على إثمها أوتقريها عليه ليس ذلك من النفاق، بل هو من المداراة ويدل على مشروعيتها ما في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها: أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلَّق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحّاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني