الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحل للموظف قتل رئيسه لطرده إياه من وظيفته

السؤال

ما هو حكمي لو أقتل من أخذ حقي دون وجه حق؟ الموضوع: مسئولي طردني من العمل دون وجه حق بحيلة قامت على التدليس والغش.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا المسئول قد طردك من الوظيفة فعلا بغير وجه حق فهو مسيء وظالم، وإذا رُفِعت إليه شكوى ضدك فكان الواجب عليه أن يتثبت عملا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}.

ومن حقك في هذه الحالة التظلم إلى جهة أعلى منه ليتم إنصافك ويرفع عنك الضرر، وأما أن تقدم على قتل هذا الرجل فلا يجوز، فقد تخسر بذلك دينك ودنياك، قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93}.

وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق...الحديث.

وروى البخاري عن عبد الله ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما.

فاتق الله وأعرض عن الشيطان ووساوسه، لئلا يحصل ما يوجب الندم فتندم ولات حين مندم، وللفائدة راجع الفتويين رقم: 43107، ورقم: 28646.

نسأل الله لنا ولك العافية من كل شر وبلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني