الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الستر على من وقع في موجب للحد أفضل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أنا شاب مسلم أدرس في الخارج وقد فعلت الزنا وتبت إلى الله وأرجو منه أن يقبل توبتي ويوجد حوالي خمسة أشخاص مثلي ونريد أن نتطهر من ذنوبنا قبل أن نلاقي ربنا، وإن كان الحكم أن يجلد كل منا 100 جلدة فنحن موافقون، فهل من الممكن أن يجلد كل منا الآخر؟ إن لم يكن كذلك فما الحل؟ ونرجو من فضيله الشيخ أن يراعي أننا لا نريد أن يفضح أمرنا بعد أن ستره الله الرحمن الرحيم!إن كان ممكنا ذللك فما هي طريقه الجلد ؟ وما هي أوصاف الجالد ؟وإن كان غير ذلك أرجو أن تشرح لنا بالتفصيلوالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي عليك هو أن تستر على نفسك ما وقعت فيه من الكبائر وتكتفي بالتوبة إلى الله تعالى، وبالرجوع إليه والندم على ما كان منك، وكذلك الأشخاص الذين ذكرت أنهم مثلك وقعوا فيما وقعت فيه فعليهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، ويندموا على ما صدر منهم ويستروا على أنفسهم حيث ستر الله عليهم، فإن الحدود إنما يقيمها السلطان بشرط أن يعترف الإنسان أمامه أو تقوم بينة نادرة الحصول، وذلك كله للستر على المسلمين، أما أنت والأشخاص الذين ذكرت فاستروا على أنفسكم حيث ستركم الله، وأخلصوا في التوبة إلى الله، فإن الله يحب التوابين، ويقبل التوبة عن عباده، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الموطأ وغيره أنه قال: " أيها الناس: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهاكم الله عنها، ومن أصاب من ذلك شيئاً فليستتر" ففي هذا الحديث أن ستر المسلم على نفسه ما وقع فيه من الكبائر الموجبة للحدود والتوبة منها والندم عليها والإقلاع عنها أولى به من الإقرار بذلك على نفسه، ولو وجد سلطة شرعية تقيم عليه الحد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني