الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجهر بالدعوة هل ابتدأ حين أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

السؤال

سمعت أن الدعوة جهراً بدأت في نهاية السنة الثالثة من بعثة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وسمعت أيضاً أنها أول ما بدأت بدأت حين أسلم عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ وقد كان إسلامه سنة خمس أو ست, فما وجه الجمع؟ أفيدوني جزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدعوة الجهرية بدأت في نهاية السنة الثالثة من بعثة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هذا هو الصحيح، فقد قال ابن إسحاق: ثم إن الله عز وجل أمر رسوله أن يصدع بما جاء منه، وأن ينادي الناس بأمره، وأن يدعو إليه، وكان بين ما أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستتر به إلى أن أمره الله بإظهار دينه ثلاث سنين ـ فيما بلغني ـ من مبعثه. اهـ.

ولا يصح قول من قال إنها بدأت بإسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ فقد كان إسلام عمر في السنة السادسة، بل بعد هجرة بعض الصحابة للحبشة، كما قال السهيلي في الروض الأنف: قال ابن إسحاق: ولما قدم عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة على قريش، ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهما النجاشي بما يكرهونه وأسلم عمر بن الخطاب ـ وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره ـ امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى عازوا قريشا، وكان عبد الله بن مسعود يقول ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة، حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم قاتل قريشا، حتى صلى عند الكعبة، وصلينا معه وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة. اهـ.

وقال صفي الرحمن في الرحيق المختوم: أسلم في ذي الحجة سنة ست من النبوة بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة ـ رضي الله عنه ـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه، فقد أخرج الترمذى عن ابن عمر، وصححه، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللّهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام ـ فكان أحبهما إلى الله عمر ـ رضي الله عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني