الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طرد زوجة الأخ من منزله والإبلاغ عنها لسوء خلقها وكثرة شجارها

السؤال

أسكن في منزلنا مع والدتي وأختي، والقسم الآخر من المنزل مخصص لأخي وزوجته وأبنائهم، وزوجة أخي كثيرة الشجار معنا حيث تقوم بنقل كلامنا إلى زوجات إخواني الآخرين وتحدث الكثير من الفتن والأكاذيب، تشاجرت معها آخر مرة بسبب أنها جلبت صديقاتها إلى مطبخ المنزل وقمن بالطبخ وأخذن ما يحلو لهن من الطعام دون استئذان منا وقامت بسبي والاستهزاء بي، فما كان مني إلا أن شكوتها لدى مركز الشرطة، لأنها سبتني وقد تكرر سبها لي أكثر من مرة، وقد قمنا بطردها مراراً من المنزل ولكنها لا ترتدع حيث إننا نتهمها بأنها هي من سرقت مال أبي من محفظته وهو مريض على فراشه قبل موته وكذلك اتهمتها أختي بأنها تدخل غرفتها وتعبث بحقيبتها وسرقت منها مبلغا، وعلاوة على ذلك لا تحترم أمي الكبيرة في السن وتصرخ عليها أمامنا وتعاملها معاملة الخادمة في الأمر والنهي عليها وتترك أولادها عندها لتقوم هي بالخروج مع صديقاتها أو النوم، وهذا ما لا نرضاه أبداً، لهذا قمت بالشكوى عليها لدى الشرطة، لئلا تأتي عندنا وتثير بيننا المشاكل وتقلل من احترامها لنا، وسؤالي الآن: ما حكم الشرع في طردنا لزوجة أخي من منزلنا والشكوى عليها لدى الشرطة، نحن نريد أن نعيش في سلام بعيدا عن المشاكل علما بأننا نصحناها مرارا ولكن دون فائدة، وجزاكم الله خيرا. ً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حق لكم في طرد زوجة أخيك من بيته، فإن للزوجة حق السكن على زوجها, وإنما لكم منعها من دخول بيتكم أو الانتفاع بأمتعتكم ونحو ذلك، أما إبلاغ الشرطة بما وقع منها من سب وايذاء لكم فهذاجائز, لكن كان الأولى نصحها بالمعروف أو إخبار زوجها ليمنعها من الإساءة إليكم، أو يسكنها في مسكن بعيد عن بيتكم إذا رأى مصلحة في ذلك، وننبه إلى أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ { فصلت:34}.

كما ننبه إلى أنّ العفو من أفضل الأعمال التي يحبها الله والتي يرفع الله صاحبها ويزيده بها عزة وكرامة وهو سبب لمغفرة الله عز وجل، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني