الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية ذكر مساوئ القرآنيين والتحذير منهم

السؤال

أتكلم عن شخص ممن يسمون أنفسهم بالقرآنيين فهو كاذب ومنافق وبه من الصفات السيئة الكثير، وكلما ذكرت سيرته أمامي أذكر صفاته وأهاجمه أمام الحاضرين ولا يكون موجودا، فهل أقع في الإثم عند ذكره؟ وهل يقع هذا في باب الغيبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، كما جاء في الحديث: قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

والأصل في الغيبة الحرمة، ولكن قد تعرض بعض الأحوال التي يباح فيها أو يجب اغتياب الشخص، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 6710، ورقم: 17373.

ومن هذه الأحوال: التحذير من المبتدع، وبيان بدعته نصحا لله ولرسوله وللمؤمنين، وتحذيرا للمسلمين حتى لا يقعوا فيها..
ولذلك، فإذا كان كلامك عن الشخص المذكور لهذا الغرض وفي هذه الحدود فإنه لا إثم فيه ولا يعتبر من الغيبة المحرمة، بل هو من النصح وبيان الحق والتحذير من الوقوع في البدعة.. ولكن لا يجوز لك أن تتعدى ما دعت الحاجة إليه، وانظر كلام أهل العلم في ذلك في الفتويين رقم: 26119، ورقم: 31883، وما أحيل عليه فيهما.

وسبق أن بينا أن من يسمون أنفسهم بالقرآنيين هم من أهل البدع الذين يجب التحذير منهم ومن بدعتهم، وانظر الفتويين رقم: 52104، ورقم: 99388، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني