الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع التهم الباطلة من الإصلاح بين الناس

السؤال

أنا متزوجة من ابن عمي وزوجة أخيه اعتادت الكذب عليه ودائما تصور له نفسها على أنها مظلومة، وإخوته ومن بالبيت يفترون عليها كذبا وأصبح زوجها منهارا نفسيا من دوام التناقض بين سردها للموقف وسرد إخوته لنفس الموقف ...ولدي القدرة على إقناعه بالدليل أن زوجته هي الكاذبة وإخوته هم الصادقون ولا يكرهونه كما صورت له زوجته، فهل أقوم بفعل هذا ومخاطبته على أنه ابن عمي وحقا أريد أن أرشده للصواب؟ أم بهذا أكون أفسد حياة زوجية ويعاقبني ربي عليها، مع العلم أن لديهم طفلة في السابعة من عمرها وأخذت نفس العادة السيئة من أمها واعتادت الكذب هي الأخرى، فماذا أفعل، وهل أوجه ابن عمي ليحاول أن يصلح من زوجته حتى ينقذ ابنته ويصلح علاقته بإخواته؟ أم هذا يكون تطفلا مني عليهم وأفتعل لهم مشاكل زوجية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت تلك المرأة تكذب على زوجها وتتهم إخوته بالباطل، فالواجب عليك نصحها بالمعروف وأن تبيني لها أن الكذب محرم ومن أسوأ الأخلاق، وأن اتهام الناس بالباطل ظلم محرم، وإذا أدى إلى قطيعة الرحم وإفساد ذات البين فهو من الكبائر الشنيعة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة. رواه الترمذي.

قال المناوي: أي التسبب في المخاصمة والمشاجرة بين اثنين أو قبيلتين بحيث يحصل بينهما فرقة أو فساد ... فإنها الحالقة أي الماحية للثواب المؤدية إلى العقاب.

فإن لم تنتصح المرأة وبقيت على تلك الحال فعليك أن تبيني لزوجها حقيقة الأمر وتدفعي التهم الباطلة عن إخوته، وليس ذلك تطفلا منك أو تدخل فيما لا يعنيك، وإنما هو من النصح للمسلمين ومن تغيير المنكر والسعي للإصلاح بين الناس، وراجعي الفتوى رقم: 109389.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني