الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سأل ربه أن يبعده عن أصدقاء السوء ثم ندم

السؤال

أنا طالب عمري 14 عاما ـ مرحلة المراهقة ـ وهذا الوقت هو الذى ينحرف فيه الكثيرون عن طريق الهدى فكنت أدعو الله كثيراً بأن يبعدني عن رفقاء السوء وفجأة وجدت جميع أصدقائي المقربين يبعدون عني، ولله الحمد جميع الناس تحبني، وهؤلاء الأصدقاء كنت أخرج معهم فـي المناسبات ونلعب و ... إلخ ، فأنا الآن أقسم لكم أني أبكي بالدموع وأندم ندماً شديداً على دعائي لله بأن يبعدني عن رفقاء السوء وأشعر دائماً بأن قلبي مقبوض وأشعر بقرب وفاتي، ودائماً أتخيل أني قد توفيت فازداد حبي لأهلي وخاصة أمي، فهل بهذا أكون حقاً قريب من الموت؟ أرجو الرد فأنا والله العظيم أبكي كل يوم ولا أستطيع المذاكرة وكرهت دنياي ... وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت لا يدل على قرب الموت، لأن الأجل محدود لا يتقدم عن وقته ولا يتأخر، كما قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ { سورة الأعراف 34}.

وأما سعيك وسؤالك الله البعد عن أصدقاء السوء فهو أمر محمود، ولا ينبغي أن تندم عليه ولا أن تبكي على بعدهم عنك، بل ينبغي أن تستعيض عنهم بصحبة صالحة تسليك عنهم وتكون عونا لك على الدراسة والطاعة, وقد جاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرءُ على دِين خليله، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ. أخرجه أبو داود، والترمذي.

وقيل:

ولا يصحب الإنسان إلا نظيره * وإن لم يكونوا من قبيل ولا بلد.

فصحبة الأخيار تورث الفلاح والنجاح، ونوصيك أخيرا باصطحاب خير الجلساء كتاب الله تعالى فاجتهد في تلاوته وحفظه على يد شيخ فاضل مرب وستجد الخير العظيم والفلاح الكبير إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني