الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط جواز دلالة الدائن على مكان الغريم

السؤال

السلام عليكم وبعد: صديق معي في الغربة ولكن علمت من صاحب محل أن هذا الصديق لم يسدد باقي الحساب لصاحب المحل من أكثر من سنة وطلب مني صاحب المحل عنوان صديقي ليسلمه للشرطة هل يجب أن أعطي صاحب المحل عنوان صديقي؟ مع العلم أن صديقي وضعه المادي وسط وعلمت أنه يوجد محلات أخرى تلاحقه بهذا الشاْن. وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مطل الغني ظلمٌ، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع" رواه البخاري ومسلم وغيرها، والمطل معناه تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، فإذا حصل هذا من قادر على السداد، فإنه ظلم لا يجوز، وينبغي للآخرين أن يكفوه عن هذا الظلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً! فقال رجل: إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره" رواه البخاري.
فينبغي أن ينصح هذا الأخ بسداد الديون، ويرهب من مغبة الموت وحقوق الناس في ذمته.
وأما دلالة الغريم عليه، فإن ذلك أمر جائز لأنه رفع ظلم عن مظلوم، وهذا بشرط أن يعلم قدرته على السداد، فإن علم عجزه عن السداد وخشي من أن يسجن إن هو وجد فلا يجوز له أن يدل عليه، لما في ذلك من التعاون على الإثم، والله جل وعلا يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
ولا شك أن إلزام المعسر بالأداء ظلم، فالواجب هو إنظاره حتى يتيسر حاله، أو إسقاط الدين عليه، قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:280].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني