الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من طلب منه شيء فقال إن شاء الله فهل يعد وعدا وهل يجب الوفاء بالوعد

السؤال

عندما يقول لي أحد (أرجو أن تزوريني مرة أخرى) وأقول له: (إن شاء الله ) ولم أفعل ذلك ولم أزره. فهل أعتبر ممن أخلف بوعده ؟؟ وأرجو توضيح ماهي حدود الوعود بمعنى ما الذي يعتبر وعدا وما الذي لا يعتبر وعدا ولا ينطبق عليه حكم خلف الوعد ؟؟ وما هي الكفارة أثابكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن مجرد القول لمن طلب منك الزيارة أو غيرها : إن شاء الله، لا يعتبر وعدا ولا يترتب عليه شيء، وإنما هو من باب ذكر الله والتبرك باسمه تعالى وتعليق أمر الزيارة على مشيئته إلا إذا كان هذا القول يعتبر وعدا في العرف، فإن العرف معتبر في دلالة الألفاظ،؛ فإذا كان في العرف عندكم أو في نيتك أنه وعد لمن قلت له ذلك فإنه يعتبر وعدا يستحب الوفاء به.

وحقيقة الوعد هو ما قطعه المسلم على نفسه بحيث يقول سأفعل كذا أو أعطي كذا..

جاء في الموسوعة الفقهية: قَال الزَّمَخْشَرِيّ: الْوَأْيُ : الْوَعْدُ الَّذِي يُوَثِّقُهُ الرَّجُل عَلَى نَفْسِهِ وَيَعْزِمُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ .
فهذا الوعد ينبغي الوفاء به على جهة الاستحباب عند جمهور أهل العلم؛ والوفاء به من محاسن الإسلام ومكارم الأخلاق.. ولا ينبغي إخلافه إلا لعذر، ولكنه لا يلزم وجوبا عند جمهور أهل العلم، وانظري تفاصيل أقوال أهل العلم في ذلك في الفتويين: 44575، 12729.
وكفارة من أخلف الوعد من غير عذر شرعي هي التوبة والاستغفار، وانظري الفتوى: 5797.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني