الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أولى الناس بتجنب الغيبة والحرام هم العلماء

السؤال

هل يجوز تكلم العلماء بعضهم على بعض أم لا وبارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى حرم الغيبة ونهى عنها وشبه من يغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً، مما يدل على بشاعتها وخطورة أمرها، فقال جل من قائل:وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12].
وعرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ذكرك أخاك بما يكره.... رواه مسلم.
وإذا تقرر أن الغيبة من المحرمات فإن أولى الناس بتجنب الحرام هم العلماء لأنهم يعرفون الحكم ويعرفون ما يترتب على مخالفة أوامر الله تعالى.
لذا نقول للسائل: إن تكلم العلماء بعضهم على بعض إذا كنت تقصد به الغيبة ونحوها -كما هو الظاهر- لا يجوز، لأن الغيبة حرام بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة. واغتياب العلماء أشد حرمة من اغتياب غيرهم، لما فيه من مزيد الاستهانة لحملة الشريعة وورثة الأنبياء والغض من مرتبتهم، ومما انتشر بين الناس وشاع على ألسنتهم أن لحوم العلماء مسمومة.
ولكن يستثنى من الغيبة ما دعت إليه المصلحة من بيان أخطاء بعض أهل العلم التي وقعوا فيها بحكم طبيعتهم البشرية، فللعالم أن يبين للناس خطأ غيره من العلماء لئلا يقلدونه في ذلك الخطأ؛ بل قد يكون واجباً ذلك نصحاً للأمة وتبييناً للحق، ومن هذا الباب باب يسمى (بالجرح والتعديل) فيذكر فيه وَهْم الراوي أونسيانه أو كثرة غلطه وضعف حفظه، فهذا ونحوه مستثنى من الغيبة للمصلحة المترتبة عليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني