الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العفو عن الغيبة هل يُسقط المؤاخذة

السؤال

امرأة كانت كثيرة الغيبة وتوفيت قبل أن تتوب، فذهبت إلى جميع الأشخاص الذين اغتابتهم وطلبت منهم أن يسامحوها ففعلوا، فهل بذلك أكون قد أبرأت ذمتها؟ وماذا إذا كانت تغتاب أطفالا صغارا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فإن الغيبة محرمة وكبيرة من الكبائر ويتعلق بها حقان: حق لله تعالى, وحق للشخص الذي اغتيب, فإذا أسقط الذي اغتيب حقه بقي حق الله تعالى, وقد جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: اجعلني في حل فقد اغتبتك, فقال: إني لا أحل ما حرم الله تعالى، ولكن ما كان من قبلنا فأنت في حل. اهــ.

والمعنى أن الغيبة محرمة ليس لي أن أحلها، ولكنني أسقط حقي، وحق الله تعالى يسقط بالتوبة، فإن مات قبل أن يتوب فأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

وعلى هذا، فإذا أسقط الناس الذين اغتابتهم تلك المرأة حقهم بعد وفاتها نفعها ذلك، وبقي حق الله تعالى, والمرجو أن يغفره الله تعالى لها باستغفار المؤمنين لها وصلاتهم عليها، فالله أكرم وأرحم بها من أولئك الذين أسقطوا حقهم وسامحوها، وانظري الفتوى رقم: 66002، عن حكم غيبة الصغار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني