الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإخبار بالطاعة بين الحرمة والجواز

السؤال

أنا مغترب وأعمل في إحدى دول الخليج وزوجتي تركتها بمصر، والحمد لله محافظ على صلاة الجماعة وأصوم النوافل في كل شهر وأقوم بحفظ القرآن، وأقوم دائما بإخبار زوجتي بكل ما أعمله من أعمال صالحة حتى تسعد وتطمئن علي في غربتي، فهل يعد هذا من الرياء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإخبارك لزوجتك بما تقوم به من الطاعات داخل فيما يسمى بالسمعة، وهي محرمة إن كان لأجل العجب أو طلبا لنفع أو مدح من الخلق، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 178375.

وإذا لم تقصد السمعة المحرمة فالظاهر أن ما تقوم به جائز، لأن الإخبار بالطاعة لمقصد شرعي مثل قصد الاقتداء أو التنافس في الخير جائز، فقد أخبر أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ بما أنفقاه في تجهيز الجيش ولم ينكر ذلك عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 171243

أما الرياء: فهو فعل العمل ابتداء من أجل مدح أو نفع الناس، قال الهيتمي: وحد الرياء المذموم إرادة العامل بعبادته غير وجه الله تعالى كأن يقصد اطلاع الناس على عبادته وكماله حتى يحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء. انتهى.

قال ابن عبد السلام: الرياء أن يعمل لغير الله، والسمعة أن يخفي عمله لله ثم يحدث به الناس. انتهى من فتح الباري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني