الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب على من فاتته الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قضاؤها

السؤال

منذ فترة وأنا أحسب نفسي قد كفرت، كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم أصل عليه وقلت من الممكن أنه لا يجوز أن أصلي عليه، فهل أصلي عليه أم لا؟ وأنا لا أعرف كم عدد الصلاة على النبي لم أقلها ويجب الترتيب فيها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم مطالب بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه، ولو كثر ذلك، بل ذهب بعض العلماء كابن عبد البر من المالكية، وابن بطة من الحنابلة، إلى وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، بدليل حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل ذكرت عنده، فلم يصل علي. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

ويدل للمطالبة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، حديث علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده، فلم يصل علي. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وانظر فتوانا رقم: 9296.

فلا ينبغي لمسلم أن يتهاون بها أو يفرط فيها، والصلاة عليه كلما ذكر مستحبة ولو تكرر ذكره في المجلس مائة مرة، والقول بوجوب الصلاة عليه صلوات الله وسلامه عليه كلما ذكر، وإن كان القائل به قليلا دال على تأكد الصلاة عليه وأنها مما لا ينبغي التفريط فيه، وكلما أكثر العبد من الصلاة عليه كان ذلك أنفع له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وحسنه.

ومذهب الجمهور هو أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة كلما ذكر غير واجبة فلا يأثم تاركها وإن كان يسمى بخيلا، وانظر فتوانا رقم: 175133.

وعليه، فليس على من فاتته الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قضاؤها، وإن كان الإكثار من الصلاة عليه مطلوب في كل وقت ذكر أم لم يذكر، وقد جاء في سؤالك أنك تحسب نفسك كفرت منذ فترة، وكان ينبغي أن تذكر لنا الوجه الذي حصل به ذلك حتى نتبين ما إذا كان فاعله يكفر أم لا، وعلى أية حال فالواجب على المسلم كلما وقع منه ذنب أن يتوب ويستغفر ويرجع إلى الله، وينطق بالشهادتين إذا ظن حصول الكفر منه، لا أن يترك نفسه مهملة، فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. أخرجه مسلم والنسائي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني