الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المبتلى بعشق امرأة أبيه

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة وقد بليت بعشق زوجة أبي ـ والعياذ بالله تعالى ـ ولكن هذا العشق والله لم يخرج من صدري ولا يعلم به أحد وحاولت بشتى الطرق وليست هناك فائدة، وقد حلقت شعر رأسي ولا فائدة، وأحيانا أفعل العادة السرية وأتخيلها، وأسئلتي جزاكم الله خيرا: هل هذا يعد من العقوق بالرغم من أنني بار بوالدي ولم أعصه في أمر قط وأحبه ووددت لو مت قبل هذا الأمر، والله إن قلبي يحترق ولا أعلم هل أأثم بذلك؟ وهل هذا من العقوق؟ علما أن هذا لم يخرج عن صدري وعندما أكلمها لا أكلمها بكلام عشق إنما بالكلام العادي
أفيدوني بعلمكم جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العشق داء عظيم وبلاء أليم وخاصة فيما أنت فيه، فنسأل الله تعالى أن يشفيك منه، وإذا كان الأمر لا كسب لك فيه وتكرهه وتتمنى أن لا يكون -كما ذكرت- فنرجو أن لا يكون عليك إثم بمجرده وأن لا يكون من العقوق.

ثم لتعلم أن العادة السرية ـ الاستمناء ـ حرام، ومما يزيد حرمتها وقبحها أنك تتخيل فيها زوجة أبيك التي هي في مقام أمك، والاستمناء بالتفكير إن كان في ذات محرم فهو محرم، بل إنه من جملة الزنا، كما في الصحيحين وغيرهما: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. وهذا لفظ مسلم.

وفي لفظ لابن حبان في صحيحه: والقلب زناه التمني.

وانظر فتوانا رقم: 10666.

فاتق الله في نفسك وجاهدها على دفع هذا العشق واستعن بخالقها على علاجها من دائها، ولتكن على حذر من الخلوة بهذه المرأة، ولتعاملها كأنها أجنبية عنك، قال ابن تيمية: كَمَا اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيمِ النَّظَرِ إلَى الْأَجْنَبِيَّةِ وَذَوَاتِ الْمَحَارِمِ بِشَهْوَةِ. انتهى.

ولمزيد من الفائدة راجع الفتويين رقم: 15558، ورقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني