الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من لجأ للكذب ليحصل على إجازة

السؤال

مشكلتي أني موظف وأعمل بإخلاص ولا أخرج قبل الدوام ومعي في الدوام موظفون آخرون بعضهم كثيرو الغياب وإن جاءوا يخرجون قبل نهاية الوقت بساعتين أو ثلاثة ..وقد عانيت كثيرا في الأيام الماضية لأن مديري إن لم يحضروا أضطر أنا إلى أخذ كمية من العمل أكبر إلى أن أكره نفسي بسبب الضغط العصبي وكثرة تفكيري في بيتي بالعمل وضغطه ... ولذا فإني اضطررت إلى أخذ إجازة من حقي لكل موظف في السنة تحق له أيام قليلة معدودة إن وجدت له ظروف طارئة وإن تقبل المدير العذر...... سؤالي أنا اضطررت أن أبلغ المدير بأن أمي مريضة بالحصوات واحتمال أنها تخضع لعملية بعد أيام ولم أحلف بالله وأمي تعاني حقيقة من حصوات وآلام أخرى وخضعت لعملية قبل سنتين إلا أن الآلام قد عادت كما هي هذه الفترة ولكن لم تزر طبيبا الشهر الماضي ولم تبلغ بأن لها عملية وما بها حقيقة إلا أني لم آخذ الإجازة لغرض أمي وإنما حتى أرتاح والإجازة 3 أيام فقط فهل أحاسب على الكذب ؟ وهل كذبي على أمي من باب الحديث لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا إني أخشى عليها من كذبي؟ وهل إجازتي حلال علما أن من معي يغيب بدون عذر أو بأعذار طبية باطلة إلا أني خشيت حرمتها ودخول مال حرام لي فلم آخذها مع العلم أنه تقبل الأعذار الطبية ؟ ومع الضغط كنت من كثرة المراجعين أسبهم بيني وبين نفسي تنفيسا عن غضبي فهل علي إثم ؟؟؟؟؟؟أفيدوني فقد هلكني التفكير والبحث.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيشكر لك ما ذكرته من الإخلاص في العمل وأدائه على الوجه المطلوب ، لكن كذبك على المسؤول لأجل منحك إجازة لا يجوز، وعليك إثم ذلك فاستغفر الله منه ولا تعد إلى ذلك وإذا كنت أعطيت راتب هذه الأيام بدون حق فيلزمك رد ما أخذت أو تسوية وضعك مع المسؤول المخول وبحسب لوائح وقوانين العمل . . وانظر الفتوى رقم: 344497.

وأما مسألة حديث "لا تمارضوا" فهو لا يصح أولا؛ كما بينا في الفتوى رقم 20866 ، وعلى فرض صحته فالمقصود التمارض من الشخص ذاته لا كذب الغير عليه بأنه مريض وهو ليس كذلك .

وأما مسالة سب الناس داخل النفس دون التلفظ بشيء من ذلك فلا إثم فيه كما بينا في الفتوى رقم: 162885

لكن ينبغي مجاهدة النفس على ترك ذلك لئلا يؤدي إلى التلفظ به أو فعل سوء بسببه .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني