الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث المظلوم عن ظالمه هل يعد من الغيبة المحرمة

السؤال

الآن هناك مشاكل بيننا وبين أهل والدي وهم يسيؤون إلينا في المعاملة ويظلموننا، وحتى أبي لا يرد لنا حقوقنا، فأجلس أنا وإخوتي ونتكلم عنهم وعما فعلوه بنا، فنتكلم في سيرتهم فنفكر كيف نرد عليهم، وما الطريقة التي يجب أن نعاملهم بها، فالآن عندما نتكلم عنهم ونقول مساوئهم في محادثتهم معنا فهم أيضا يسبوننا فهل ما نفعله يعتبر غيبة؟ افيدونا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من المعلوم عند المسلم أن الغيبة من المحرمات الكبيرة، ولكن الشرع أباح للمسلم أن يذكر عيوب الغير ومساوئهم بقدر الحاجة إذا كان ذلك لمصلحة معتبرة شرعا ولو كان الفاعل يكره ذكر ذلك، وذكر الفقهاء مسألة التظلم ضمن الأمور التي تباح فيها الغيبة، بدليل قوله تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا{النساء:148}.

وقد نظم أحد العلماء ست مواطن تجوز فيها الغيبة، ومنها التظلم فقال:
القدح ليس بغيبة في ستـــــــة متظلم، ومعرّف، ومحـــــذّر

ولمظهر فسقا، ومستفت، ومن طلب الإعانة في إزالة منكر.

وعليه فإذا كنتم مظلومين حقاً من قبل أهل والدكم فلا حرج عليكم في أن تتكلموا عنهم فيما ظلموكم فيه، ولا يعد ذلك من الغيبة المحرمة، لكن بشرط ألا تذكروا من معائبهم شيئاً إلا ما يتعلق بظلمهم لكم.

وانظر فتوانا رقم: 186453. وما فيها من إحالة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني