الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للحلف على المصحف كذبا كفارة

السؤال

نفسي الدنية دفعتني للنظر إلى جارتي من الباب, وبيننا شرفة طولها 10 أمتار, وهي تجلس على باب سكنها, وفوجئت بعد لحظات أنها تطرق الباب, وتقول: إنك تنظر إليّ, فكذبتها, وكانت تُشهِد جاراتها, وأحد الجيران الآخرين كان يمر بالشرفة, وجاء زوجها - وعلاقتي به حميمة - وسألني ما حدث؟ فحاورته بكذب, وأخذت المصحف وحلفت عليه, وقال: "حدث خير, من الممكن أن تكون تخيلتك, ولم تدقق نظرها" فماذا أفعل؟ وما عليّ من كفارات لهذه الكذبة وهذا الحلف؟
لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يلزمك هو التوبة النصوح إلى الله تعالى؛ لأنك قد ارتكبت ذنبًا عظيمًا, وهو الحلف الكاذب, مع التغليظ بالمصحف, وكان يمكنك التخلص من هذا الأمر وخوف الفضيحة بأن تعرض في كلامك, ففي المعاريض مندوحة عن الكذب, كما أنك آثم بنظرك إلى جارتك؛ لأن النظر إلى الأجنبيات حرام, وأذية الجيران حرام, وهذا يحتاج أيضًا إلى توبة واستغفار, وعليك بمجاهدة نفسك من الوقوع في شهواتها, واعلم أن الله تعالى مطلع عليك, ولا تخفى عليه خافية وإن خفيت على الناس, والحياء منه أولى وأحق من الحياء من الناس, وانظر فتوانا رقم: 112195 ، 60224.

ومن أهل العلم من رأى الكفارة في مثل هذه اليمين, كما تقدم في الفتوى رقم: 50626.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني