الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول المرأة لأجنبي: (وهبت لك نفسي) منكر باطل لا يحل ما حرم الله

السؤال

امرأة وهبت نفسها لي، وقالت بالنص: ( أهبك نفسي، افعل بها ما تشاء )
هل يجوز أن يتصرف بجسدها كأنها زوجة له؟
تكملة للموضوع: وقد حدث بينهما لقاء، وحدث تلامس جسدي كأحضان، وقبل، ولحس، ولعق، ولم يحدث إيلاج للعضو الذكري بالمهبل.
أرجو إفادتي إذا كان هناك كفارة لما حدث أو غير ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما قالته هذه المرأة للرجل هو كلام منكر، باطل، لا يترتب عليه حل شيء له، وما حصل بينهما من الأفعال المحرمة وإن كان لم يصل إلى الزنا الذي يوجب الحد، إلا أن ذلك لا يعني أنه أمر هين؛ وإنما هو منكر قبيح، وإثم مبين؛ وقد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.

وإذا كان الشرع قد حرم مجرد الخلوة بالأجنبية، بل حرّم النظر إليها بشهوة، فكيف بهذه الأفعال الفاضحة والمنكرات الشنيعة ؟

وأما كفارة ذلك فهي التوبة الصادقة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان، وانظر الفتوى رقم: 36423.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني