الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لحسن العشرة بين الزوجة وحماتها

السؤال

تعرضت لكثير من الأذى من حماتي - أم زوجي - منها المباشر, ومنها غير المباشر, ومنها ما لقي مني رد فعل سيء, ومنها ما لم يلقَ مني أي رد فعل, وذلك منذ أول يوم التقينا فيه إلى يومنا هذا - ما يقارب 6 سنوات - وأنا غير قادرة على نسيان معاملتها السيئة, وأذاها لي شاغل بالي ليل نهار, حتى أني إذا قلقت في نومي أجد أني أفكر وأتذكر تلك المعاملة, فقلبي مليء بالحقد والغل ناحيتها؛ لدرجة أني أفتعل المشاكل مع زوجي من كثرة ما أعانيه من ضيق بسبب هذا الغل, فكيف لي أن أهدأ وأنقي قلبي من هذا الغل والضيق؟ وبماذا تنصحوني في معاملتي مع حماتي كي أتجنب أذاها ومعاملتها السيئة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنالك عدة أمور يمكن أن نرشدك إليها في هذا السياق، ومنها:

الأمر الأول: الدعاء لنفسك أولًا بأن يطهر الله قلبك من الغل والحقد، ومن نزغات الشيطان ووساوسه, ومن الأدعية المأثورة : اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. رواه أحمد وأصحاب السنن.

الأمر الثاني: الدعاء لأم زوجك أن يصلح الله حالها، ففي هذا إغاظة منك للشيطان، وإحسان منك إليها في مقابل إساءتها إليك.

الأمر الثالث: استشعار أن الدنيا دار ابتلاء، والتسلي بالصبر, وتذكر جميل عواقبه في الدنيا والآخرة, ويمكن الاطلاع على النصوص الدالة على فضل الصبر بالفتوى رقم: 18103.

الأمر الرابع: تذكر فضل سلامة الصدر, وهو شيمة أهل الجنة, كما قال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ {الحجر:47}، وراجعي الفتوى رقم: 104104, وعليك باستحضار فضل العفو والصفح، وانظري فيه الفتوى رقم: 27841.

الأمر الخامس: تسلي بما لك من علاقة طيبة مع زوجك، وأن في هذا غنى عن علاقتك بأمه, واحرصي على أن لا تجعلي للشيطان سبيلًا لأن يتخذ ما بينك وبين أمه من مشاكل سلمًا لإفساد العلاقة بينك وبينه.

الأمر السادس: العمل على إزالة أسباب التوتر، فإن كنت تسكنين مع أم زوجك في بيت واحد فلك الحق في طلب مسكن مستقل، ويلزم زوجك توفيره لك, وإن كان السكن قريبًا من أهله سببًا فأشيري على زوجك بالبحث عن سكن بعيد عنهم, رجاء أن يكون ذلك سببًا لمعالجة هذه المشاكل, وانظري الفتويين: 96301 - 69337.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني