الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتمان الخصوصيات وحمل الزوجة تراعى فيه المصلحة

السؤال

إخواني الكرام، أنا شاب ‏مغترب، ومتزوج حديثا ‏بفضل الله، وزوجتي حامل ‏والحمد لله.‏
‏ عندي مشكلة مع ‏أهلي، مشكلتي هي أن ‏الأجواء التي يعيشون فيها ‏حسد، ونقل أخبار، وتدخل ‏بحياة الآخرين بشكل أو ‏بآخر، فأنا أكره هذا الجو ‏وأسأل الله الهداية لي ‏ولجميع المسلمين. أنا لا ‏أخاف من أهلي، لأنهم ‏الحمد لله يحبون لي ‏الخير والفضل لله، لكن ‏مشكلتهم أنهم ينقلون ‏أخباري لكل الناس، والناس يضيفون إضافات ‏وتبهير، وتعديل للكلام، وأنا ‏أحب الخصوصية، ومهما ‏كلمتهم لا تنقلوا أخباري ‏للناس، للأسف لا يستمعوا ‏لي، وأنا فقط أعرف أنه ‏حدث معي شيء جيد بفضل ‏الله، وعرفت كل عائلتي ‏فعلا أكون بحاجة لرقية، ‏ويكون أثر التعب واضحا، ‏والحسد، مع العلم ولله الحمد ‏أني ملتزم بالأذكار ‏والصلوات الخمس، ‏والنوافل بفضل الله. ونرجو ‏من الله القبول لنا وللجميع ‏إن شاء الله.
يا إخواني أنا ‏أخفي عن أهلي قصة حمل ‏زوجتي، بصراحه لسببين: ‏الأول: خائف على زوجتي ‏وطفلي من باب الأخذ ‏بالأسباب، يعني قلت دع هذه الفترة 9 شهور تمر ‏على خير إن شاء الله بدون ‏ما نقلق أن فلانا عنده كيد ‏أو لا يعني (ابعد عن الشر ‏ترتاح) والسبب الآخر قلت ‏أنا إن شاء الله لي زيارة ‏لأهلي بعد ولادة زوجتي، ‏قلت أجعلها مفاجأة لهم، وإن ‏شاء الله تكون مفرحة ‏للجميع.
فهل يعتبر ما أقوم ‏به غشا وخداعا وكذبا ‏ويجب أن أخبرهم؟؟ بارك ‏الله فيكم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في السنة النبوية أدب عظيم، وتوجيه نبوي كريم يناسب هذا المقام الذي نحن فيه، روى الطبراني في معجمه، وصححه الألباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود. فإن كان حال أهلك ما ذكرت من إشاعة خبرك ونقل خصوصياتك للآخرين، فقد عرفت فالزم الكتمان، ولا تظهر إلا ما يغلب على الظن أن هنالك مصلحة راجحة في إظهاره.

وهذا فيما يتعلق بعموم أحوالك، ولكن بالنسبة لأمر حمل زوجتك هذا خاصة، فلا يعتبر كتمانه كذبا أو خداعا، ولكن نرجو أن تتبين ما فيه من وجوه المصلحة والمفسدة والمقارنة بينها، فقد لا يكون الكتمان الأفضل في مثل هذه الحالة، فإنه قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة مع أهلك.

وإن كنت تشعر بالحاجة إلى رقية، فارق نفسك بالأذكار الشرعية والأدعية النبوية، والرقية نافعة بكل حال بإذن الله، ولكن ننبه إلى أنه لا ينبغي للمرء أن يستشعر أنه محسود أو مسحور إن لم تظهر عليه علامات ذلك حتى لا يقع في شيء من الأوهام والوساوس التي لا تحمد عقباها. ولمعرفة علامات السحر وشبهه وعلاجه راجع الفتوى رقم: 7967.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني