الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق الاستفادة من قوى الإنسان واستثمارها

السؤال

كيف أستفيد من طاقتي الداخلية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقوة الإنسان سواء كانت بدنية، أو عقلية، أو نفسية – كالهمة العالية، والنشاط، والذكاء – محمودة شرعا، ومحبوبة؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ... , رواه مسلم.

قال النووي رحمه الله: وَالْمُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا: عَزِيمَة النَّفْس، وَالْقَرِيحَة فِي أُمُور الْآخِرَة، فَيَكُون صَاحِب هَذَا الْوَصْف أَكْثَر إِقْدَامًا عَلَى الْعَدُوّ فِي الْجِهَاد، وَأَسْرَع خُرُوجًا إِلَيْهِ، وَذَهَابًا فِي طَلَبه، وَأَشَدَّ عَزِيمَة فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر، وَالصَّبْر عَلَى الْأَذَى فِي كُلّ ذَلِكَ، وَاحْتِمَال الْمَشَاقّ فِي ذَات اللَّه تَعَالَى، وَأَرْغَب فِي الصَّلَاة، وَالصَّوْم، وَالْأَذْكَار وَسَائِر الْعِبَادَات، وَأَنْشَط طَلَبًا لَهَا، وَمُحَافَظَة عَلَيْهَا، وَنَحْو ذَلِكَ ... اهـ.
وكيفية الاستفادة من تلك القوة يكون بتوظيفها في الطاعة، وبالاجتهاد في تحصيل ما ينفع الإنسان في أمور دينه ودنياه، كالاجتهاد في تحصيل العلم النافع، وطلب الرزق، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وزيارة الإخوان، والقيام على اليتامى والأرامل والمساكين بحسب الطاقة والوقت, ويراعي في كل ذلك تقديم الأهم فالمهم, والواجب على المستحب, مستعينا بالله تعالى؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم – في تتمة الحديث السابق - احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ .. اهـ. وانظر الفتوى رقم: 188257عن حقيقة القوة المحمودة شرعا.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني