الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرجوع عن قبول العذر والعفو لا يعتبر

السؤال

ما حكم من تسيء له, ثم تعتذر منه, وتطلب منه أن يسامحك فيسامحك, ثم يرجع بعد فترة ويقول لك: إني لن أسامحك في كل ما سببته لي؟ مع العلم أن علاقتي بهذا الشخص قد انقطعت, ولم أعد أراه أو ألتقي به.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي لمن اعْتُذِرَ له أن يتردد أو يتراجع في قبول العذر؛ فإن قبول العذر والصفح والعفو من شيم الكرام، ومن كان له حق فأسقطه فقد سقط, ولا رجوع فيه, فقد بوّب البخاري في صحيحه: بَاب إِذَا حَلَّلَهُ مِنْ ظُلْمِهِ فَلاَ رُجُوعَ.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : قَوْلُهُ: بَابُ إِذَا حَلَّلَهُ مِنْ ظُلْمِهِ فَلَا رُجُوعَ فِيهِ. أَيْ: مَعْلُومًا عِنْدَ مَنْ يَشْتَرِطُهُ, أَوْ مَجْهُولًا عِنْدَ مَنْ يُجِيزُهُ, وَهُوَ فِيمَا مَضَى بِاتِّفَاقٍ, وَأَمَّا فِيمَا سَيَأْتِي فَفِيهِ الْخِلَافُ. انتهى .

وبهذا تعلم أن رجوع صاحبك عن مسامحته لك لا يضرك, ولا فرق في ذلك بين من لا تزال تلقاه وبين غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني