الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التشهير برجل يلعب بمشاعر الفتيات

السؤال

ما حكم التشهير برجل يلعب بمشاعر الفتيات ويضحك عليهن في اليوتيوب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل يقوم بخداعهن ومحاولة استمالة قلوبهن بمعسول الكلام فإن هذا باب عظيم إلى الشر والفساد، وهو بذلك مرتكب لمعصية وساع في الفتنة، فمثله يجوز التشهير به فيما عصى الله به، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 176797.

وما دام ضرره متعديا إلى الغير فالواجب التحذير منه، فإن هذا من النصيحة للمسلمين، وقد روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

وننبه إلى أنه يقتصر في التحذير منه بقدر الحاجة كالتشهير به في المحيط الذي يتأثر به أو عند الأشخاص الذين يستهدفهم هذا الشخص دون التعدي إلى غيرهم، إذ الأصل حرمة عرض المسلم فلا يخرج عن هذا الأصل إلا لحاجة، والحاجة تقدر بقدرها، قال العز ابن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام: ما أحل إلا لضرورة أو حاجة يقدر بقدرها ويزال بزوالها. اهـ.

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: إذا تكلمت في فاسق أو ظالم شارب الخمر والزاني مثلا، فهل ذلك غيبة محرمة أم لا؟ فأجابت: إذا كان كلامك في هؤلاء وأمثالهم على سبيل الفكاهة والتشهي، أو على سبيل التسلية أو إمتاع الجلساء مثلا فذلك غيبة محرمة، لما فيه من إشاعة الفاحشة وإيناس النفوس بها، وهو يفضي إلى تبلد النفوس، وإطفاء الغيرة، وانتشار الشر، وإذا كان ذلك للتعريف به، وبيان حقيقته، ليتقى شره، وتجتنب الرواية عنه وصحبته ومعاملته ومصاهرته مثلا فليس بمحرم.

وبهذا تعلم أن التشهير بهذا الشخص في اليوتيوب قد يتجاوز الحاجة والمصلحة في إباحة غيبته فلا يجوز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني