الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العواقب الوخيمة في مصادقة رفاق السوء

السؤال

أنا شاب في 15 من عمري ابتلاني الله بصداقة السوء حيث صادقت جماعة من أصدقاء السوء لم تكن لي علاقة بهم ولكن سرعان ما صرت أخرج معهم وأتخذهم أصدقائي وقد مسني من ضررهم الكثير فكنت أشتم معهم ولم تكن جلساتنا تخلو من الحديث عن البنات وقد كرهتهم بعد أن اكتشفت أنهم أسوأ مما توقعت، وبحكم تربيتي الجيدة ونصح أمي لي كان قلبي ينفر منهم وابتعدت عنهم حتى تفننوا كيف يؤذونني عندما وقفت في وجوههم وعارضتهم وأخبرتهم أنهم ليسوا رجالا ولا يعرفون شيئا عن الرجولة حتى أخذوا يؤلفون مواضيع من أنني سيئ وينشرونها عني، وقد مس هذا شرف فتاة كنت أعرفها وما لا أقبله على أختي لا أقبله على بنات الناس واعتبرها أختي مؤقتا فقد كان في نيتي وقلبي أن أخطبها وتضايقت من هذا جدا واستنكرت رجولتي هذا الموقف وكان لا بد أن آخذ حقي فقاطعتهم بعد أن صار بيننا عراك كبير وأخذت حقي وكنت وحيدا أمامهم ودفعوني لأسبهم وسببت الدين لأحدهم وتبت وندمت على هذا والحمد لله، وهذا الموضوع يؤرقني فأنا لا أستطيع النوم من الندم وأفكر كيف صادقت هولاء وأمي لم تكن راضية عني والآن تحسن حالي وأريد أن أبتعد عن الفتاة مع العلم أنني لا أحدثها ولا أراها إلا قليلا في زيارات أو أفراح فأهلها أصدقاء لأهلي وهي شريفة جدا والكل يشهد لها، فهل حبي لها حرام؟ مع أنني أصلي ولكن بانقطاع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى من سب الدين الذي هو كفر برب العالمين، وقد أصبت حين فارقت أصدقاء السوء، ونوصيك بالحرص على صحبة الأخيار، فهم كنز من كنوز الخير، يذكرونك إذا نسيت، ويعينونك إذا ذكرت، واحرص على اجتناب مواطن الفتن، لئلا يتخذ أعداؤك ذلك سلما للطعن فيك، وراجع الفتويين رقم: 24857، ورقم: 55903.

وقد سبق أن بينا أقسام الحب قبل الزواج وحكم كل قسم فراجع الفتويين رقم: 4220، ورقم: 33115.

والحاصل هو أن من وقع في قلبه حب امرأة وعف عن الوقوع معها في الحرام فلا إثم عليه، فالواجب عليك الحذر من النظرة المحرمة أو المحادثة لغير حاجة، فإن ذلك ربما كان وسيلة إلى ما هو أعظم، وإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فتقدم لخطبتها والزواج منها، وإن لم يتيسر لك الزواج منها فاصرف قلبك عنها وابحث عن غيرها، وعليك بنصح هؤلاء الشباب وتذكيرهم بالله تعالى وبخطورة الخوض في أعراض المسلمين، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص المذكورة بالفتوى رقم: 74778.

وننبه إلى خطر التفريط في الصلاة وعدم المحافظة عليها في وقتها، بل من العلماء من ذهب إلى أن من ترك صلاة واحدة تهاونا حتى خرج وقتها ـ لغير عذر ـ خرج من ملة الإسلام، فانتبه لهذا واحرص على المحافظة على الصلاة في وقتها ومع جماعة المسلمين، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 3830، 1145، 28664.

وفي الختام نوصيك بالحرص على ملء وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وأن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن وتحرص على العلم النافع، وأعرض عن هؤلاء الجاهلين، وكف لسانك عن السباب والكلام الفاحش البذيء، وتمثل قول الشاعر:

إذا سبني نذل تزايدت رفعة * وما العيب إلا أن أكون مساببه.

وقول الآخر:

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا * لأصبح الصخر مثقالا بدينار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني