الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من الاستهزاء بشخص بسبب القبيلة

السؤال

في المدرسة قال لي مدرس التربية الإسلامية قبيلتك ليست من قبائل السعودية، قبيلتك من قبائل اليمن، وقبيلتي معروفة، وبدأ يضحك هو وطلابه، ودائما أصبح الطلاب يستهزئون بي بسبب هذا المدرس، فما الواجب علي أن أفعل؟ وما حكم قوله؟ وهل على الطلاب الذين يسخرون مني ذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستهزاء بالناس والسخرية بقبائلهم من الأمور المحرمة في الشرع، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}.

قال السعدي: وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ، بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم، فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر ـ كما هو الغالب والواقع ـ فإن السخرية لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم. اهـ.

والتفاخر بمثل هذه المسميات الوضعية أمر منكر، لأنه لا اعتبار لها في ميزان الله تعالى، فالتفاضل عند الله إنما هو بالتقوى؛ كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}.

وننصحك بأن تصبر على استهزاء المستهزئين، وأن تعرض عنهم، واحتسب ذلك عند ربك، واعلم أن حقك لن يضيع عند الله عز وجل، وعليك أن تناصحهم وتبين لهم الحكم الشرعي لفعلهم هذا، وانظر لمزيد الفائدة حول هذا الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 70485، 121875، 35551، 200317.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني