الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصواب هو الإعرض عن أصحاب البرامج الساخرة

السؤال

يوجد مذيع في مصر هو في الأصل طبيب، لكنه أخذ الاستهزاء في الرئيس المصري وبالرموز الدينية، والإسلامية تحديداً، والاستهزاء بالصلاة ويهزأ بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه يتلفظ بألفاظ نابية وجارحة وخادشة للحياء ـ أسأل الله له الهداية ـ كل ذلك بدعوى حرية التعبير وحرية إبداء الرأي، ولو كانت تلك الحرية مؤذية للآخرين، كما أنه لا ينتقد إلا كل ما هو إسلامي، قائلاً إنني أنتقد الإسلاميين لأنني مسلم، ولأنه لا يجرؤ على انتقاد النصارى أو الكنيسة، فهو يبرر ذلك بأنه مسلم ولا يعنيه إلا المسلمين، فهل يكون النقد الجارح والسب من أساليب نقد المسلم لأخيه المسلم، فأرجو منكم توجيه كلمة له ولأمثاله، وقد امتنعت عن ذكر اسمه حتى لا يطالكم منه نقد فهو لا يترك أحداً إلا وسخر منه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حكم هذه السخرية ومتابعة برامجها، وذلك في الفتوى رقم: 198111.

وهذا في الاستهزاء بالناس، أما الاستهزاء بشعائر الدين كالصلاة، فلا خلاف بين العلماء في كونه كفرا أكبر مخرجا من الملة، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 42714، ورقم: 26193.

وراجعي في حكم من يسخر بالملتزمين بدين الله الفتوى رقم: 118350.

وراجعي في تحريم الفحش وبذاءة اللسان الفتاوى التالية أرقامها: 202036، 6923، 23071.

وراجعي في بيان حدود حرية الرأي والتعبير الفتوى رقم: 179315.

وهذا في ما ذكرت السائلة عن حال هذا المذيع، ومع ذلك فنحن نظن أن الإعراض عن أمثاله، والانشغال بما هو نافع في أمورالدين والدنيا، أحرى وأقرب للصواب، وقد قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف: 199}.

وما أجمل ما قال الإمام الشافعي:
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرّجت عنه وإن خليته كمدا يموت.

ولله دره حين قال:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما * كعود زاده الإحراق طيبا.
وحين قال:
إذا سبني نذل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مساببه

ولو لم تكن نفسي عليّ عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه

ولو أنني أسعى لنفسي وجدتني كثير التواني للذي أنا طالبه

ولكنني أسعى لأنفع صاحبي وعار على الشبعان إن جاع صاحبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني