الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الإصلاح بين المقتتلين المسلمين

السؤال

هل يجب تفريق طرفين مسلمين متدابرين، أم الابتعاد، إذ قد تبادل بعض أصدقائي بعض الضربات، وحاولت تهدئة الأعصاب والتفريق ولكن بدون جدوى ؟
حياكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الله تعالى بالإصلاح بين المقتتلين، فقال جل اسمه: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا {الحجرات:9}. فالواجب على المسلم إذا رأى شجارا بين المسلمين أن يسعى في الصلح بينهم، ويزيل أسباب الشقاق والفرقة بما أمكنه؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. رواه الترمذي. وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ {الأنفال:1}.

فإذا تبين خطأ أحد الطرفين، وجب كفه عن ظلمه، وكان هذا من نصرته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. وبين صلوات الله عليه أن نصر الظالم بحجزه وكفه عن ظلمه.

فإذا فعل المسلم ما يقدر عليه من إنكار المنكر والنهي عنه، وحاول بما وسعه دفع هذا الشر، فلا تبعة عليه بعد هذا إذا لم ينته المقتتلون عن اقتتالهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني