الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سخر من خِلقة زميله وتاب ويخاف أن يبتلى بمثله

السؤال

إخواني: عندي سؤال: كنت أعيب خلقة واحد من زملائي في الفصل، ‏والآن تبت ولله الحمد، وسمعت أن ‏من سخر من أحد في خلقه أن الله ‏يبتليه.‏
‏ يا إخوان ماذا أفعل لكي لا ‏يبتليني الله مثل زميلي؟
‏ برأيكم ماذا أفعل لكي لا يبتليني الله ‏هل التوبة تكفي عن ذلك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في هذا المعنى الذي ذكرت عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنه قال: البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلبا.

قال القرطبي في التفسير: وبالجملة فينبغي ألا يجترئ أحد على الاستهزاء بمن يقتحمه بعينه إذا رآه رث الحال، أو ذا عاهة في بدنه، أو غير لبيق في محادثته، فلعله أخلص ضميرا وأنقى قلبا ممن هو على ضد صفته، فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله، والاستهزاء بمن عظمه الله. ولقد بلغ بالسلف إفراط توقيهم وتصونهم من ذلك أن قال عمرو بن شرحبيل: لو رأيت رجلا يرضع عنزا فضحكت منه، لخشيت أصنع مثل الذي صنع. وعن عبد الله بن مسعود: البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا. انتهى.

لكن ما دمت قد تبت من هذا الذنب، فلتهنك التوبة، ولينشرح لها صدرك، ولتحمد الله تعالى عليها، فلم يكلف الله تعالى المذنب أكثر من أن يتوب، واستكثر من نوافل الطاعات والقرب، وواظب على الدعاء وسؤال الله تعالى العافية، ولن تلقى على ذلك إلا خيرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني