الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للإسراف حد يشمل الناس جميعا على السواء

السؤال

اطّلعت مؤخراً على جهاز حديث مثل اللابتوب ولكن باللمس "Tablet" وثمنه 700$
هل إذا اشتريته عُدَّ ذلك تبذيرا؟ وهل إذا لم يكن تبذيراً ينقص من حب الله لي، أو من درجتي في الآخرة، أو في ديني بأي حال علما أني استخرت، وأحسست بضيق شديد حينما كنت أضيع الوقت في البحث عنه، ولم أستطع شراءه من أبو ظبي ولكن من الممكن عبر الإنترنت.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإسراف مجاوزة الحد، والزيادة على القدر الكافي؛ وراجع للمزيد فيه الفتوى رقم: 194707 .

وليس للإسراف حدّ معين يشمل الناس جميعا على حد السواء، وإنما يختلف الإسراف من شخص لشخص، ومن بلد لبلد، فمن جاوز حده وفاق طاقته، فقد أسرف.

قال العلامة عبد العزيز المحمد السلمان: فمن تجاوز طاقته مباراة لمن هم أغنى منه وأقدر، كان مسرفًا. اهـ

وراجع الفتوى رقم: 17775 .

وبناء على ما تقدم: فلتقس الحكم في حالتك، فإن كان شراؤك لهذا الجهاز إجحافا بك، فهو إسراف، وإن كان غير ذلك، فليس إسرافا.

أما ما ذكرت من نقص حب الله تعالى: فتناول المباحات دون استغراق فيها ولا مغالاة جائز مأذون، لا نعلم ما يدلّ لكونه ينقص من حب الله تعالى للعبد، ومن رأى أن يتزهد فيما لا يجلب نفعا أخرويا، فقد أحسن.

جاء في مجوع فتاوى شيخ الإسلام: ترك فضول المباحات وهو ما لا يحتاج إليها لفعل واجب ولا مستحب، مع الإيثار بها مما يثيب الله فاعله عليه ومن تركها لمجرد البخل لا للتقرب إلى الله لم يكن محمودا. اهـ

وجاء في فتاوى ابن عثيمين: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، وليس المراد به أن يترك الإنسان الدنيا كلها. اهـ

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 123457 وهي فيما يفعله المستخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني