الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الشفاعة والقيام بها بين الأمر والنهي

السؤال

عندنا قاعة في الجامعة تؤجر بخمسائة جنيه وإذا استخدمنا أحد المسئولين كواسطة تؤجر مجانا، فهل يجوز استخدام تلك الواسطة لتأجير تلك القاعة مجانا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا مأذونا به أصلا في قانون الجامعة ـ بمعنى ليس فيه تجاوزا ولا تعديا بالباطل ولا يحول بينكم وبينه إلا الوساطة ـ فلا حرج عليكم في الإتيان بالوساطة للحصول على القاعة مجانا، إذ الوساطة شفاعة، وقد تكون حسنة وهي التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب الجاه والمروءات والمكانة الاجتماعية من أمته وحثهم عليها بقوله: اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء. رواه البخاري ومسلم.

وبقوله: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.

وهي ـ أي الشفاعة الحسنة ـ زكاة للجاه، كما قال بعض الفضلاء، ومعناها: الوساطة في جلب الخير للمشفوع له، أو درء الشر عنه بحق، ومثالها: أن يجد المسلم صاحب حق أو حاجة مشروعة لا يستطيع الوصول إليها إلا بوساطة فيتوسط له أو يسعى معه حتى يحصل على حاجته... وأما الشفاعة لدفع الحق ورده وظلم الناس أو السعي في الحصول على ما لا حق للشخص فيه ونحو ذلك: فهي شفاعة سيئة محرمة لا يجوز طلبها ولا فعلها.. قال تعالى: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا {النساء:85}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني