الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قرأ بمصحف مطيَّب وهو محرم

السؤال

في يوم التروية من الحج استخرجت مصحفا من حقيبتي وتبين لي أن في المصحف رائحة عطر بعد ما قرأ منه صاحبي وأكد لي ذلك وبما أني قد تعودت في أسفاري أن أضع شيئا من العطر والعود في الحقيبة فما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من محظورات الإحرام استعمال الطيب، سواء كان ذلك في البدن أو الثوب أو المتاع أو الطعام أو الشراب...
لما رواه البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر وجد رائحة طيبة في معاوية وهو محرم، فقال له: ارجع فاغسله عنك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحاجّ الشعِث التَفِل".
ولقوله صلى الله عليه وسلم في الذي مات وهو محرم: "كَفّنوه ولا تغطوا رأسه، ولا تمسوه طيبا، فإنه يبعث يوم القيامة وهو يُلبّي" رواه أحمد وغيره عن ابن عباس.
هذا إذا استعمله الشخص متعمداً، أو استمر في استعماله بعد ما وجده وشم رائحته.
ويبدو أن كل ذلك منتف في حالة السائل -حسب ما فهمنا من السؤال- لأنه لا يضعه عمداً، وإنما علقت به الرائحة من الحقيبة، وبعد أن شم منه الرائحة لم يذكر أنه استمر على ذلك.
والله تعالى يقول: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:5].
والحاصل: أن السائل الكريم إذا لم يكن استمر في استعمال المصحف وقراءته بعدما تحقق أن به طيباً فلا شيء عليه. أما إذا كان قد استمر بعد معرفته لذلك، فإنه عليه الفدية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني