الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا علاقة لما ذكرته من الحياء باستثارة الشهوة

السؤال

أشكركم على هذا الموقع وبارك الله فيكم، أما السؤال فهو كالتالي: بعد اطلاعي على عدة نصوص بخصوص الاستحياء من الله والملائكة الكرام وكراهية التعري، وخصوصا الحديث المروي عن موسى ـ عليه السلام ـ أنه كان حييا لا يظهر من جسده إلا القليل، فقد قررت أن أعمل مثل هذا فأصبحت لا أستحم متجردا من الملابس كلها إلا عند الاغتسال من الجنابة، وأصبحت لا أنظر إلى عورتي حتى عند قضائي لحاجتي وتصرفات أخرى، فلاحظت أن هذا ساعدني بشكل كبير على الحياء، فكلما خلوت أستشعر مراقبة الله عز وجل والملائكة، بل وقد أطأطئ رأسي وأخشع لمجرد التفكير في هذا، كل هذا جميل جدا، لكن لاحظت أيضا أن هذه التصرفات زادت من شهوتي بشكل كبير فأصبحت تثور شهوتي إذا انكشف شيء من فخدي مثلا أثناء الوضوء، أو إذا تلامست قدماي أثناء النوم، وأحرص على أن لا تتلامسا، أو إذا نزعت قميصي وحده أخجل كالعذراء إذا نزعت قميصها، وتثور شهوتي، علما أنني أكون وحدي في الغرفة وأمور أخرى... وهنا يكمن الإشكال: فهذه التصرفات قد ساعدتني على استحضار مراقبة الله عز وجل، بل وأعطتني قوة في الخشوع، لكنها في الوقت ذاته جعلت شهوتي ثائرة بشكل كبير، وهذا قد يعرضني إلى الفواحش والقبيح من الفعل، كما أنني أصبحت أتساءل هل فعلا أقوم بهذا من باب الإستحياء أم من باب أنه يثير شهوتي؟ فأنا لا أنكر أنه يعجبني هذا الشعور من حيث أنه يثير الشهوة، فهل أنا من الظالمين والمنافقين؟ وهل هو من مكائد الشيطان ـ أعوذ بالله منه ـ يستدرجني به تحت ذريعة الحياء ويقودني إلى ارتكاب الفواحش وغضب الله ـ أعوذ بالله من ذلك؟ أم أنكم ترون أنه شيء جيد وعلي الاستمرار فيه؟ أما إذا ما رأيتم أن علي الإقلاع عن هذا، فكيف أقلع من دون إثارة الفتنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت عن نفسك من تعويدها على الاستحياء من الله تعالى عادة صالحة تمليها الفطرة السليمة، وخلق عظيم لا يجلب لك إلا خيرا، ومن ثمار هذا الحياء مراقبة الله تعالى واستشعار معيته في كل الأحوال, قال الحارث المحاسبي: وعلامة الحياء من الله أن لا تنسى الورود على الله، وأن تكون مراقبا لله في جميع أمورك على قدر قرب الله تعالى منك واطلاعه عليك.

أما ما لاحظت من استثارة الشهوة: فلا نعقل صلة بين ذلك وبين هذا الخلق العظيم، والربط بينهما إنما هو وسواس وتلبيس من الشيطان.

وعلى كل، فما ذكرت من استثارة الشهوة ادفعه بما يندفع به عادة من النكاح ـ إن أمكنك ذلك ـ وإلا فبالصوم واجتناب المثيرات المحركة للغرائز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني