الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قتيل الاعتصامات والمسيرات السلمية شهيد

السؤال

يرحمكم الله تعالى: هل نحن مجاهدون ولنا أجر عندما خرجنا في الصلاة الموحدة في العراق؟ وإذا قتلونا، فهل نحن شهداء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد عد بعض العلماء المعاصرين من أنواع الجهاد العمل بما يمكن من التحرك مثل: المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات السلمية المنضبطة بالشرع للمطالبة بحقوقهم المشروعة، فقد سئل العلامة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي فقيل له: كما نشاهد ونسمع أن أغلب الأمة جاهزة على الأقل نفسيا للجهاد بالنفس، ولا يمنعهم إلا الحدود والقائمون عليها، فماذا يجب علينا أن نفعل؟ نحن مستعدون نفسيا للجهاد، فكيف نجاهد وقد يحال بيننا وبين الجهاد؟ فأجاب: لا يمكن أن يحال بيننا وبين الجهاد كله، هذا غير ممكن، فما نستطيعه يجب علينا أن نبادر به مثل: بذل المال للفلسطينيين الذين هم في ميدان المعركة، ومثل: الدعاء لهم، ومثل: التنبيه إلى قضيتهم، ومثل: تحريك الشارع للضغط على الحكام لاتخاذ خطوات إيجابية، مثل: المسيرات والمظاهرات والكتابات الصحفية والاتصال المباشر والنصيحة والكتب الموجهة إلى الحكام، فكل ذلك من أساليب الضغط التي يلزم اتخاذها، وهي من الجهاد في سبيل الله، ومن مناصرة هذه القضية المقدسة التي يجب على الجميع أن يشاركوا فيها بما يستطيعون، والإنسان الذي لا يرى إلا الباب المغلق، وينفد طاقته لفتحه أبله، لأن لديه مائة باب مفتوحة. اهـ.
ولو أن قوما عملوا ببعض هذه الأشياء المشروعة ثم اعتدي عليهم، فإنهم يعتبرون مظلومين، ومن قتل ظلما يعتبر من الشهداء عند كثير من أهل العلم، كما نص عليه الشيخ زكريا الأنصاري والشربيني والهيتمي وجمع من فقهاء الأحناف والحنابلة، وراجع للتفصيل في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 63081، 42767، 34588، 22649، 59230، 26390، 187699، 148581.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني