الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدح المرء نفسه بين الاستحباب والذم

السؤال

أهمّ إن شاء الله بخطبة فتاة -أحسبها والله حسيبها من الصالحات الملتزمات- ويريد والدها التعرف علي؛ لأننا من جنسيتين مختلفتين وأخشى حقيقة في تعريفي بنفسي من المرأة، ولكن يضطرني المقام، فمن حق والد البنت كما تعلمون التأكد من هوية الخاطب.
فهل ذكري أني حفظت القرآن وإن كنت مقصراً في تكراره رياء، ومن الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ؟
أرجو الجواب لو تكرمتم قبل يوم الجمعة القادم؛ لأنه موعد لقائنا إن شاء الله، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعريفك بنفسك، وذكر بعض المحاسن لوالد الخطيبة، ليس من الرياء، أو طلب الدنيا بالدين، بل هو أمر سائغ لا حرج فيه –إن شاء الله- ما دام غرضه صحيحا، وليس الغرض منه مجرد الافتخار وإظهار الفضل ونحو ذلك.

قال الإمام النووي –رحمه الله: اعلم أن ذكرَ محاسن نفسه ضربان: مذموم، ومحبوب. فالمذمومُ أن يذكرَه للافتخار، وإظهار الارتفاع والتميّز على الأقران وشبه ذلك. والمحبوبُ أن يكونَ فيه مصلحة دينية، وذلك بأن يكون آمراً بمعروف، أو ناهياً عن منكر، أو ناصحاً، أو مشيراً بمصلحة، أو معلماً، أو مؤدباً، أو واعظاً، أو مذكِّراً، أو مُصلحاً بين اثنين، أو يَدفعُ عن نفسه شرّاً، أو نحو ذلك، فيذكر محاسنَه ناوياً بذلك أن يكون هذا أقربَ إلى قَبول قوله واعتماد ما يذكُره...." الأذكار للنووي.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ولا يمدح المرء نفسه إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مثل أن يكون خاطبا إلى قوم فيرغبهم في نكاحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني