الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة من يسب ويشتم غيره وهل يرد عليه بمثله

السؤال

ما هي عقوبة السباب أو الشتم؟ وإذا كان السباب صفة ذميمة في الإسلام, فهل جاءت الشريعة بعقوبة لمن يتساهل في الشتم والسب؟ فبعض الأشخاص يؤذون الناس بسب أمهاتهم وآبائهم بدون سبب، وبلدنا لا يحكم فيه بشرع الله, فما هو العقاب المناسب الرادع لمن يسب أو يشتم, فالبعض إذا سبه أحد ربما كسر عظامه، وأرى أن هذا من الظلم, والبعض يرى أن الضرب على الفم عقاب مناسب, والبعض يرى أن يرد له السباب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن العقاب المناسب للسب والشتم: فعقوبة السباب التعزير، جاء في الموسوعة الفقهية: وإذا سب المسلم ففيه التعزير وحكى بعضهم الاتفاق عليه. اهـ.

وعقوبة التعزير كلها إنما يقدرها ويستوفيها الإمام أو نائبه، جاء في أخصر المختصرات: ويجب التعزير في كل معصية لا حد فيها ولا كفارة، ومرجعه إلى اجتهاد الإمام.

وجاء في الحسبة لشيخ الإسلام: وكذلك التعزير لا يفوض إلى مستحقه إلا أن يضبطه الإمام بالحبس في مكان معلوم في مدة معلومة، فيجوز له أن يتولاه المستحق. اهـ.

وبهذا تعلم أن ما ذكرت مما يفعله البعض من ضرب من سبه على الفم، أو كسر عظمه اعتداء وتعدّ على سلطة الإمام واختصاصه، فلا يجوز، أما ما ذكرت من ردّ الساب لمن سب سبابه: فذلك جائز إذا لم يكن في القصاص اعتداء، وراجع للاستبصار والمزيد في هذا المعنى الفتوى رقم: 104846.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني