الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتذار وطلب المسامحة من شروط صحة التوبة

السؤال

أنا سيدة مغتربة تعرفت على صديقتين، واحدة منهما معها بكالوريوس هي وزوجها، وزوجها محترم جدا وملتزم ويمرون بضائقة مالية بسيطة فالمرتب لا يكاد يكفيهم، وتبحث عن شغل هي وزوجها، وصديقتنا الثانية معها بكالوريوس وتشتغل مربية، وزوجها معه دبلوم ويشتغل حارس عمارة، وبعد الظهر يشتغل في بقالة، والأولى تقول ليس بعيب أن تساعدي زوجي، والثانية تقول إن زوج الأولى يتدلع، فقلت لها معه بكالوريوس ويشتغل عاملا في بقالة؟ فانقضت علي بالكلام، قائلة هل هو عيب أو حرام؟ فقلت لها، لا هو عيب، ولا حرام، وقررت أن أقول هذا للأخرى لأريح ضميري، فغضبت، وعندما سئلت أنكرت الكلام وقالت إنني أريد التفريق بينهما، وقد أرسلت لها رسالة بالاعتذار.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت بنقل الكلام الذي قالته صاحبتك في حق الأخرى وزوجها، لأن نقلك كلامها لا يترتب عليه مصلحة ولا تندفع به مفسدة، بل يترتب عليه إفساد بين المرأتين، وكان الصواب أن تنهي المرأة المغتابة عن الغيبة وتنكري عليها هذا الكلام، قال النووي رحمه الله: باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً مُحرَّمةً بِرَدِّها والإنكارِ عَلَى قائلها، فإنْ عجز أَوْ لَمْ يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه. اهـ

وعليه، فكفارة ما فعلت هي التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع استحلال صاحب الحق من حقه، وما دمت قد استحللت المرأة بالرسالة المذكورة، فإنك إذا أقلعت عن النميمة وندمت على وقوعك فيها وعزمت على عدم العود إليها، فإن توبتك مقبولة بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني