الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من غلبه النوم وهو يستغفر هل تكمل عنه الملائكة الاستغفار

السؤال

جزاكم الله خيرًا, وبارك فيكم على مجهوداتكم, هل ثبت أن العبد إذا نام وهو يستغفر أكملت عنه الملائكة؟ وهل لبس المرأة للجوربين لا بد منه لحضور الملائكة في الصلاة - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فالاستغفار - وإن كان من جملة أذكار النوم على ما جاء في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ أن يقول: اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا, لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا, إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا, وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا, اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ, فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ, فَقَالَ: مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ, مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه مسلم.

ولكن لم يرد - فيما نعلم - أنه إذا غلبه النوم وهو يستغفر أكملت عنه الملائكة الاستغفار, فهذا لا نعلمه واردًا في حديث صحيح, ولا ضعيف, ولم نعثر عليه في شيء من كتب السنة ودواوينها بعد البحث.

ومن المعلوم أن الملائكة تستغفر للمؤمنين عمومًا؛ كما دل على ذلك الكتاب والسنة, فقد قال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا {غافر:7} وفي الصحيحين مرفوعًا: الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ, مَا لَمْ يُحْدِثْ, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ .
وستر المرأة قدميها في الصلاة بجورب - أو غيره - إنما هو من أجل تغطية القدمين لكونهما عورة, وليس لأجل حضور الملائكة, وانظر الفتوى رقم: 99905 عن مذاهب العلماء في قدمي المرأة في الصلاة, والدليل على أنهما عورة.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني