الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإصلاح والتأليف بين القلوب تنال به الدرجات العلى

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاتهنحن نسكن في بيت والدنا ومنا أربعة أخوات واجتماعنا شبه يومي ولكن زياراتنا لبعضنا البعض منقطعة خصوصا في بيت كل واحدة منا وباستمرار تكون بيننا شحناء في الصدور ويمر الشهر وما نتكلم مع بعضنا البعض وإنما السلام نرده على بعض أرجو من فضيلتكم إفتائي في ما نحن عليه؟ وجزاكم الله كل خير....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد حرم الله تعالى قطع الرحم، ولعن فاعله فقال جل شأنه:فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. متفق عليه.
وفوق ذلك فإن الشحناء محرمة في دين الله ولو كانت مع غير ذي الرحم، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. أخرجه البخاري ومسلم.
فكيف إذا كان الهجر والشحناء بين شقيقات أمرهن الله بصلة الأرحام وحرم عليهن قطعها -كما سبق- ؟ ليس هذا فحسب بل قد أنعم الله عليكن بنعمة عظيمة كان يجب أن تشكرنها ولا تكفرنها، وهي نعمة الجوار والقرب من بعضكن، فالواجب عليكن أن تتقين الله تعالى وأن تتركن الشحناء والبغضاء.
وإنا نوصي السائلة الكريمة بأن تسعى في الإصلاح بين شقيقاتها وفي إعادة حبل الوداد بينهن من جديد، ولتعلم أنها إن فعلت فأجرها عند الله عظيم، قال تعالى:لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء:114].
ولا جناح عليك إذا ادعيت مثلاً لواحدة منهن أو أكثر أن الأخرى تحبها أو تثني عليها في سبيل الإصلاح بينهن فإن ذلك لا يعد كذباً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً، أو يقول خيراً. متفق عليه.
والله المسؤول أن يؤلف بينكن وأن يذهب عنكن رجز الشيطان.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني